نسر الشرق مشـرف الشعر والخواطر
• عـدد النقـاط • : 156 • عدد المشاركات • : 116 • نقاط التقـييم • : 10 • نقـاط الابداع • : 5 • اللقب الخاص • : عضو بمنتديات SoLo العمر : 37 الجنس : الدولة : الوظيفة : المــزاج :
| موضوع: أين أنصار الإسلام في هذا الزمان؟, الثلاثاء أبريل 15, 2008 1:32 am | |
| أين أنصار الإسلام في هذا الزمان؟, ها هم أنصار يثرب فأين أنصار اليوم بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه وبعد،
فهذه كلمات عن الأنصار، أنشرها، عسى أن تساهم في بيان فضل الأنصار، ومدى الحاجة إليهم في زماننا هذا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أولاً: مقدمة شاء الله تعالى أن يرسل محمداً صلى الله عليه وسلم خاتماً للأنبياء والرسل، وأن يجعل رسالة الإسلام خاتمة الرسالات السماوية، وأن يكون عمل الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة منصباً على الدعوة للإسلام، والعمل لتمكين هذا الدين في كيان سياسي تنفيذي هو الدولة الإسلامية.
والدولة كيان حقيقي، وسلطة ذات قوة ومكنة، وهي ليست حلماً ولا خيالاً تقوم هكذا في النفوس والقلوب وفي بطون الكتب، بل إنها تقوم في الواقع ويلمس الناس أثرها ويحسون بوجودها، إنها السلطة السياسية التي ترعى الشئون بالإسلام، وهي حاملة الدعوة لغير المسلمين، وهي القوة التي تحمي الناس مادياً من أي شر يصيبهم أو يكاد يصيبهم.
وهذه الدولة التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعمل على إقامتها ليتمكن من تطبيق الرسالة التي جاء بها، يمكن بالعقل الإنساني وبالإبداع الخيالي أن تقوم بعدة طرق ووسائل، ولكنها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تقم إلا بطريقة واحدة، وهي العمل الفكري السياسي المحض الذي لا تشوبه الأعمال المادية، وفق كتلة سياسية، تعمل لإقامة الإسلام في كيان سياسي تنفيذي، تكون النصرة والتمكين هي طريقة إقامتها.
وهنا يبدأ دور الأنصار وأهمية النصرة لإقامة هذا الكيان. ولسنا بصدد التعرض لمحاولات طلب النصرة التي باشرها الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه، بقدر ما سنسلط الضوء على دور الأنصار وفضلهم في هذه النصرة، وإقامة الدولة وحمايتها. ثانياً: وقفة مع نصرة الأنصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم :
قال ابن إسحاق: فلما أراد الله عز وجل إظهار دينه، وإعزاز نبيه صلى الله عليه وسلم ، وإنجاز موعده له، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الموسم الذي لقيه فيه النفر من الأنصار، فعرض نفسه على قبائل العرب، كما كان يصنع في كل موسم. فبينما هو عند العقبة لقي رهطاً من الخزرج أراد الله بهم خيراً.
ولما لقيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال لهم: من أنتم؟ قالوا: نفر من الخزرج، قال: أمن موالي يهود؟ قالوا: نعم؛ قال: أفلا تجلسون أكلمكم؟ قالوا: بلى. فجلسوا معه، فدعاهم إلى الله عز وجل، وعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن. قال: وكان مما صنع الله لهم به في الإسلام، أن يهود كانوا معهم في بلادهم، وكانوا أهل كتاب وعلم، وكانوا هم أهل شرك وأصحاب أوثان، وكانوا قد غزوهم ببلادهم، فكانوا إذا كان بينهم شيء قالوا لهم: إن نبياً مبعوث الآن، قد أظل زمانه، نتبعه فنقتلكم معه قتل عاد وإرم.
فلما كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك النفر، ودعاهم إلى الله، قال بعضهم لبعض: يا قوم، تعلموا والله إنه للنبي توعدكم به يهود، فلا تسبقنكم إليه. فأجابوه فيما دعاهم إليه، بأن صدقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام، وقالوا: إنا قد تركنا قومنا، ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم، فعسى أن يجمعهم الله بك، فسنقدم عليهم، فندعوهم إلى أمرك، وتعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين، فإن يجمعهم الله عليك فلا رجل أعز منك. ثم انصرفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعين إلى بلادهم، وقد آمنوا وصدقوا. فلما قدموا المدينة إلى قومهم ذكروا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوهم إلى الإسلام حتى فشا فيهم، فلم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثالثا: بيعة العقبة الأولى، ومصعب بن عمير
حتى إذا كان العام المقبل وافى الموسم من الأنصار اثنا عشر رجلاً، فلقوه بالعقبة. قال: وهي العقبة الأولى، فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على بيعة النساء، وذلك قبل أن تفترض عليهم الحرب.
والذين بايعوا بيعة النساء هم:
1- أسعد بن زرارة 2- عوف 3- معاذ ابنا الحارث بن رفاعة وهما ابنا عفراء. 4- رافع بن مالك. 5- ذكوان بن عبد قيس بن زريق. 6- عبادة بن الصامت بن قيس. 7- يزيد بن ثعلبة. 8- العباس بن عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان. 9- عقبة بن عامر بن نابي بن زيد بن حرام. 10- قطبة بن عامر بن حديدة ابن عمرو بن غنم بن سواد. 11- أبو الهيثم بن التَّيَّهان، واسمه مالك. التَّيهان: يخفف ويثقل، كقوله مَيْت وميِّت وهو أوسي. 12- عويم بن ساعدة.
رابعاً: عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على مبايعي العقبة، و نص البيعة
قال ابن إسحاق: وحدثني يزيد بن أبي حبيب، عن أبي مرثد بن عبد الله اليزني، عن عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، عن عبادة بن الصامت، قال: كنت فيمن حضر العقبة الأولى، وكنا اثنى عشر رجلاً، فبايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على بيعة النساء، وذلك قبل أن تفترض الحرب، على أن لا نشرك بالله شيئاً، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه من بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيه في معروف. فإن وفَّيتم فلكم الجنة، وإن غشيتم من ذلك شيئاً فأمركم إلى الله عز وجل إن شاء عذب وإن شاء غفر.
خامساً: إرسال الرسول مصعب بن عمير مع وفد العقبة
فلما انصرف عنه القوم، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، وأمره أن يُقرئهم القرآن، ويعلمهم الإسلام، ويفقههم في الدين، فكان يُسمَّى المقرِىء بالمدينة: مصعب. وكان منزله على أسعد بن زرارة بن عدس، أبي أمامة.
أسعد بن زرارة، و مصعب بن عمير، و إسلام سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وبني عبد الأشهل
قال ابن إسحاق: وحدثني عبيد الله بن المغيرة بن معيقب، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: أن أسعد بن زرارة خرج بمصعب بن عمير يريد به دار بني عبد الأشهل، ودار بني ظفر، وكان سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل ابن خالة أسعد بن زرارة، فدخل به حائطاً من حوائط بني ظفر.
فجلسا في الحائط، واجتمع إليهما رجال ممن أسلم، وسعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، يومئذ سيدا قومهما من بني عبد الأشهل، وكلاهما مشرك على دين قومه، فلما سمعا به، قال سعد بن معاذ لأسيد بن حضير: لا أبا لك، انطلق إلى هذين الرجلين اللذين قد أتيا دارينا ليسفها ضعفاءنا، فازجرهما وانههما عن أن يأتيا دارينا، فإنه لولا أن أسعد بن زرارة مني حيث قد علمت كفيتك ذلك، هو ابن خالتي، ولا أجد عليه مقدماً.
فأخذ أسيد بن حضير حربته ثم أقبل إليهما؛ فلما رآه أسعد بن زرارة، قال لمصعب بن عمير: هذا سيد قومه قد جاءك، فاصدق الله فيه؛ قال مصعب: إن يجلس أكلمه. قال: فوقف عليهما متشتِّماً فقال: ما جاء بكما إلينا تسفهان ضعفاءنا؟ اعتزلانا إن كانت لكما بأنفسكما حاجة. فقال له مصعب: أو تجلس فتسمع، فإن رضيت أمراً قبلته، وإن كرهته كف عنك ما تكره؟ قال: أنصفت، ثم ركز حربته وجلس إليهما، فكلمه مصعب بالإسلام، وقرأ عليه القرآن؛ فقالا: فيما يذكر عنهما: والله لعرفنا في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم في إشراقه وتسهله، ثم قال: ما أحسن هذا الكلام وأجمله! كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين؟ قالا له: تغتسل فتطهَّر وتُطهِّر ثوبيك، ثم تشهد شهادة الحق، ثم تصلي. فقام فاغتسل وطهر ثوبيه، وتشهد شهادة الحق، ثم قام فركع ركعتين، ثم قال لهما: إن ورائي رجلاً إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه، وسأرسله إليكما الآن، سعد بن معاذ، ثم أخذ حربته وانصرف إلى سعد وقومه وهم جلوس في ناديهم؛ فلما نظر إليه سعد بن معاذ مقبلاً، قال: أحلف بالله لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم؛ فلما وقف على النادي قال له سعد: ما فعلت؟ قال: كلمت الرجلين، فوالله ما رأيت بهما بأساً، وقد نهيتهما، فقالا: نفعل ما أحببت، وقد حُدثت أن بني حارثة قد خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه، وذلك أنهم قد عرفوا أنه ابن خالتك، ليخفروك. قال: فقام سعد مغضباً مبادراً، تخوفاً للذي ذكر له من بني حارثة، فأخذ الحربة من يده، ثم قال: والله ما أراك أغنيت شيئاً، ثم خرج إليهما؛ فلما رآهما سعد مطمئنين، عرف سعد أن أسيداً إنما أراد منه أن يسمع منهما، فوقف عليهما متشتماً، ثم قال لأسعد بن زرارة: يا أبا أمامة، أما والله، لولا ما بيني وبينك من القرابة ما رمت هذا مني، أتغشانا في دارينا بما نكره -وقد قال أسعد بن زرارة لمصعب بن عمير: أي مصعب، جاءك والله سيد من وراءه من قومه، إن يتبعك لا يتخلف عنك منهم اثنان- قال: فقال له مصعب: أو تقعد فتسمع، فإن رضيت أمراً ورغبت فيه قبلته، وإن كرهته عزلنا عنك ما تكره؟ قال سعد: أنصفت. ثم ركز الحربة وجلس، فعرض عليه الإسلام، وقرأ عليه القرآن، قالا: فعرفنا والله في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم، لإشراقه وتسهله؛ ثم قال لهما: كيف تصنعون إذا أنتم أسلمتم ودخلتم في هذا الدين؟ قالا: تغتسل فتطهَّر و تطهر ثوبيك، ثم تشهد شهادة الحق، ثم تصلي ركعتين. فقام فاغتسل وطهر ثوبيه، وشهد شهادة الحق، ثم ركع ركعتين، ثم أخذ حربته، فأقبل عامداً إلى نادي قومه ومعه أسيد بن حضير.
فلما رآه قومه مقبلاً، قالوا: نحلف بالله لقد رجع إليكم سعد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم؛ فلما وقف عليهم قال: يا بني عبد الأشهل، كيف تعلمون أمري فيكم؟ قالوا: سيدنا و أوصلنا وأفضلنا رأياً، وأيمننا نقيبة؛ قال: فإن كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تؤمنوا بالله وبرسوله. فوالله ما أمسى في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا مسلما ومسلمة، ورجع أسعد ومصعب إلى منزل أسعد بن زرارة، فأقام عنده يدعو الناس إلى الإسلام، حتى لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون، إلا ما كان من دار بني أمية بن زيد، وخطمة ووائل وواقف، وتلك أوس الله، وهم من الأوس بن حارثة؛ وذلك أنه كان فيهم أبو قيس بن الأسلت، وهو صيفي، وكان شاعراً لهم قائداً يستمعون منه ويطيعونه، فوقف بهم عن الإسلام، فلم يزل على ذلك حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ومضى بدر وأحد والخندق.
سادساً: أمر العقبة الثانية
قال ابن إسحاق: ثم إن مصعب بن عمير رجع إلى مكة، وخرج من خرج الأنصار من المسلمين إلى الموسم مع حجاج قومهم من أهل الشرك، حتى قدموا مكة، فواعدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة، من أوسط أيام التشريق، حين أراد الله بهم ما أراد من كرامته، والنصر لنبيه، وإعزاز الإسلام وأهله، وإذلال الشرك وأهله.
عن كعب قال: ثم خرجنا إلى الحج، وواعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة من أوسط أيام التشريق. فلما فرغنا من الحج، وكانت الليلة التي واعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لها، ومعنا عبد الله بن عمرو بن حرام أبو جابر، سيد من ساداتنا، وشريف من أشرافنا، أخذناه معنا، وكنا نكتم من معنا من قومنا من المشركين أمرنا، فكلمناه وقلنا له: يا أبا جابر، إنك سيد من ساداتنا، وشريف من أشرافنا، وإنا نرغب بك عما أنت فيه أن تكون حطباً للنار غداً؛ ثم دعوناه إلى الإسلام، وأخبرناه بميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إيانا العقبة. قال: فأسلم وشهد معنا العقبة، وكان نقيباً. فنمنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا، حتى إذا مضى ثلث الليل خرجنا من رحالنا لمعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نتسلل تسلل القطا مستخفين، حتى اجتمعنا في الشعب عند العقبة، ونحن ثلاثة وسبعون رجلاً، ومعنا امرأتان من نسائنا: نُسيبة بنت كعب، أم عمارة، إحدى نساء بني مازن بن النجار؛ وأسماء بنت عمرو بن عدي بن نابي، إحدى نساء بني سلمة، وهي أم منيع.
فاجتمعنا في الشعب ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى جاءنا ومعه عمه العباس بن عبد المطلب، وهو يومئذ على دين قومه، إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويتوثق له. فلما جلس كان أول متكلم العباس بن عبد المطلب، فقال: يا معشر الخزرج -قال: وكانت العرب إنما يسمون هذا الحي من الأنصار: الخزرج، خزرجها وأوسها- : إن محمداً منا حيث قد علمتم وقد منعناه من قومنا، ممن هو على مثل رأينا فيه، فهو في عز من قومه ومنعة في بلده، وإنه قد أبى إلا الانحياز إليكم، واللحوق بكم، فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه، ومانعوه ممن خالفه، فأنتم وما تحملتم من ذلك؛ وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج به إليكم، فمن الآن فدعوه، فإنه في عز ومنعة من قومه وبلده. قال: فقلنا له: قد سمعنا ما قلت، فتكلم يا رسول الله، فخذ لنفسك ولربك ما أحببت.
فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتلا القرآن، ودعا إلى الله، ورغب في الإسلام، ثم قال: أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم. قال: فأخذ البراء بن معرور بيده، ثم قال: نعم، والذي بعثك بالحق نبياً، لنمنعنك مما نمنع منه أُزُرنا، فبايِعْنا يا رسول الله، فنحن والله أبناء الحروب، وأهل الحلقة، ورثناها كابراً عن كابر.
فاعترض القول، والبراء يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أبو الهيثم بن التيهان، فقال: يا رسول الله، إن بيننا وبين الرجال حبالاً، وإنا قاطعوها -يعني اليهود- فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟ قال: فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال: بل الدم الدم، والهدم الهدم، أنا منكم وأنتم مني، أحارب من حاربتم، وأسالم من سالمتم.
ويقال: الهدم الهدم: يعني الحرمة. أي ذمتي ذمتكم، وحرمتي حرمتكم.
قال كعب بن مالك: وقد كان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أخرجوا إلي منكم اثنى عشر نقيباً، ليكونوا على قومهم بما فيهم. فأخرجوا منهم اثني عشر نقيباً، تسعة من الخزرج، وثلاثة من الأوس.
سابعاً: أسماء النقباء الاثني عشر و تمام خبر العقبة
نقباء الخزرج
1- أبو أمامة أسعد بن زرارة بن عُدَس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار. 2- سعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس. 3- عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس الأكبر بن مالك. 4- رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق. 5- البراء بن معرور بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي. 6- عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة ابن حرام بن كعب. 7- عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة. 8- سعد بن عبادة بن دُليم بن حارثة بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج. 9- المنذر بن عمرو بن خنيس بن حارثة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة.
نقباء الأوس
1- أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك بن رافع بن امرئ القيس. 2- سعد بن خيثمة بن الحارث بن مالك ابن كعب بن النحَّاط بن كعب بن حارثة. 3- رفاعة بن عبد المنذر بن زبير بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف.
ثامناً: ما قاله العباس بن عبادة للخزرج قبل المبايعة
قال ابن إسحاق: وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة: أن القوم لما اجتمعوا لبيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال العباس بن عبادة بن نضلة الأنصاري، أخو بني سالم بن عوف: يا معشر الخزرج، هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل؟ قالوا: نعم؛ قال: إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس، فإن كنتم ترون أنكم إذا نهكت أموالكم مصيبة، وأشرافكم قتلاً أسلمتموه، فمن الآن، فهو والله إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة، وإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه على نهكة الأمول، وقتل الأشراف، فخذوه، فهو والله خير الدنيا والآخرة؛ قالوا: فإنا نأخذه على مصيبة الأموال، وقتل الأشراف؛ فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفَّينا بذلك؟ قال: الجنة. قالوا: ابسط يدك؛ فبسط يده فبايعوه.
وأما عاصم بن عمر بن قتادة فقال: والله ما قال ذلك العباس إلا ليشد لعقد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أعناقهم. | |
|
نسر الشرق مشـرف الشعر والخواطر
• عـدد النقـاط • : 156 • عدد المشاركات • : 116 • نقاط التقـييم • : 10 • نقـاط الابداع • : 5 • اللقب الخاص • : عضو بمنتديات SoLo العمر : 37 الجنس : الدولة : الوظيفة : المــزاج :
| موضوع: رد: أين أنصار الإسلام في هذا الزمان؟, الثلاثاء أبريل 15, 2008 1:32 am | |
| تابع الموضوع تاسعاً: التضحية في سبيل نصرة الإسلام
لقد أدرك الأنصار رضي الله عنهم وأرضاهم أن الرسول بحاجة للقوة والمنعة ليقيم الدولة الإسلامية، ولقد اختاروا أن يكونوا ناصري دين الله ورسوله، وأرادوا لمدينتهم المنورة يثرب أن تكون نقطة الارتكاز للدولة الإسلامية، وهذا والله ليس بالأمر الهين، فهو التضحية بكل أنواعها، بدءاً من النفس إلى المال والأرض والأهل والولد.
قال تعالى: (والّذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل اللّه والّذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقّاً لهم مغفرةٌ ورزقٌ كريمٌ) [الأنفال:74] .
ولم يكتف الأنصار بالنصرة لإقامة الدولة بل إنهم احتضنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرين الذين هاجروا معه، فواسوهم وقاسموهم المال والأرض والثمر، وضربوا في ذلك أروع الأمثلة فكانوا بحق أنصار الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
قال تعالى: (للفقراء المهاجرين الّذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلًا من اللّه ورضوانًا وينصرون اللّه ورسوله أولئك هم الصّادقون ، والّذين تبوّءوا الدّار والإيمان من قبلهم يحبّون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجةً ممّا أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصةٌ ومن يوق شحّ نفسه فأولئك هم المفلحون ، والّذين جاءوا من بعدهم يقولون ربّنا اغفر لنا ولإخواننا الّذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلًّا للّذين آمنوا ربّنا إنّك رءوفٌ رحيمٌ) [الحشر: 7-9] فهل من وصف أروع من وصف الله لهم.
لقد هاجر المسلمون إلى المدينة وتركوا وراءهم أموالهم وبيوتهم، فدخلوا المدينة فقراء لا يملكون شيئاً، فلا بيوت ولا أموال ولا عقار ولا ثمار، ولم يدفعهم لذلك كله إلا الإيمان بهذا الدين واتباع هذا الرسول صلى الله عليه وسلم فضحوا من أجل ذلك بكل شيء، لقد أدرك الأنصار أن نصرتهم لدين الله ورسوله تعني النصرة في كل شيء فهبوا لمساعدة إخوانهم المهاجرين، وقاسموهم الأموال والثمار، وقدموا كل ما يزيل عن المهاجرين الشعور بالغربة والفقر والحاجة، وليتصور الواحد منا كيف تكون حاله لو كان في تلك الحال، يدخل بلداً لا يعرفها، ويعيش فيها لا يجد ما يملك، وليست قصة صهيب عنا ببعيد فقد قال تعالى: (ومن النّاس من يشري نفسه ابتغاء مرضات اللّه واللّه رؤوفٌ بالعباد) [البقرة:207] وقد نزلت هذه الآية في صهيب فإنه أقبل مهاجراً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعه نفر من قريش, فنزل عن راحلته, وانتثل ما في كنانته, وأخذ قوسه, وقال: لقد علمتم أني من أرماكم, وايم الله لا تصلون إلي حتى أرمي بما في كنانتي, ثم أضرب بسيفي ما بقي في يدي منه شيء, ثم افعلوا ما شئتم. فقالوا: لا نتركك تذهب عنا غنياً وقد جئتنا صعلوكاً, ولكن دلنا على مالك بمكة ونخلي عنك; وعاهدوه على ذلك ففعل; فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) الآية, فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ربح البيع أبا يحيى» ; وتلا عليه الآية, أخرجه رزين; وقاله سعيد بن المسيب رضي الله عنهما. وقال المفسرون: أخذ المشركون صهيباً فعذبوه, فقال لهم صهيب: إني شيخ كبير, لا يضركم أمنكم كنت أم من غيركم, فهل لكم أن تأخذوا مالي وتذروني وديني؟ ففعلوا ذلك, وكان شرط عليه راحلة ونفقة; فخرج إلى المدينة فتلقاه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ورجال; فقال له أبو بكر: ربح بيعك أبا يحيى. فقال له صهيب: وبيعك فلا يخسر, فما ذاك؟ فقال: أنزل الله فيك كذا; وقرأ عليه الآية.
ولقد ضرب الأنصار أروع الأمثلة في الإيثار والتضحية، فقد أخرج مسلم عن أبي هريرة قال جاء رجلٌ إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال: إنّي مجهودٌ فأرسل إلى بعض نسائه فقالت: والّذي بعثك بالحقّ ما عندي إلّا ماءٌ. ثمّ أرسل إلى أخرى فقالت مثل ذلك. حتّى قلن كلّهنّ مثل ذلك: لا والّذي بعثك بالحقّ ما عندي إلّا ماءٌ. فقال: من يضيف هذا اللّيلة رحمه اللّه فقام رجلٌ من الأنصار فقال أنا يا رسول اللّه فانطلق به إلى رحله فقال لامرأته هل عندك شيءٌ قالت لا إلّا قوت صبياني قال فعلّليهم بشيءٍ فإذا دخل ضيفنا فأطفئ السّراج وأريه أنّا نأكل فإذا أهوى ليأكل فقومي إلى السّراج حتّى تطفئيه قال فقعدوا وأكل الضّيف فلمّا أصبح غدا على النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال قد عجب اللّه من صنيعكما بضيفكما اللّيلة» .
وأخرج الترمذي عن أنسٍ قال: لمّا قدم عبد الرّحمن بن عوفٍ المدينة آخى النّبيّ صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الرّبيع فقال له هلمّ أقاسمك مالي نصفين ولي امرأتان فأطلّق إحداهما فإذا انقضت عدّتها فتزوّجها فقال بارك اللّه لك في أهلك ومالك دلّوني على السّوق فدلّوه على السّوق فما رجع يومئذٍ إلّا ومعه شيءٌ من أقطٍ وسمنٍ قد استفضله فرآه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بعد ذلك وعليه وضرٌ من صفرةٍ فقال مهيم قال تزوّجت امرأةً من الأنصار قال فما أصدقتها قال نواةً قال حميدٌ أو قال وزن نواةٍ من ذهبٍ فقال أولم ولو بشاةٍ قال أبو عيسى هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وأخرج أيضاً عن أنسٍ قال لمّا قدم النّبيّ صلى الله عليه وسلم المدينة أتاه المهاجرون فقالوا يا رسول اللّه ما رأينا قومًا أبذل من كثيرٍ ولا أحسن مواساةً من قليلٍ من قومٍ نزلنا بين أظهرهم لقد كفونا المؤنة وأشركونا في المهنإ حتّى لقد خفنا أن يذهبوا بالأجر كلّه فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم : لا ما دعوتم اللّه لهم وأثنيتم عليهم. قال أبو عيسى هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوجه.
وأخرج مسلم عن ابن شهابٍ عن أنس بن مالكٍ قال لمّا قدم المهاجرون من مكّة المدينة قدموا وليس بأيديهم شيءٌ وكان الأنصار أهل الأرض والعقار فقاسمهم الأنصار على أن أعطوهم أنصاف ثمار أموالهم كلّ عامٍ ويكفونهم العمل والمئونة وكانت أمّ أنس بن مالكٍ وهي تدعى أمّ سليمٍ وكانت أمّ عبد اللّه بن أبي طلحة كان أخًا لأنسٍ لأمّه وكانت أعطت أمّ أنسٍ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عذاقًا لها فأعطاها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أمّ أيمن مولاته أمّ أسامة بن زيدٍ قال ابن شهابٍ فأخبرني أنس بن مالكٍ أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لمّا فرغ من قتال أهل خيبر وانصرف إلى المدينة ردّ المهاجرون إلى الأنصار منائحهم الّتي كانوا منحوهم من ثمارهم قال فردّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى أمّي عذاقها وأعطى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أمّ أيمن مكانهنّ من حائطه.
وأخرج البخاري عن يحيى بن سعيدٍ قال سمعت أنسًا رضي اللّه عنهم قال دعا النّبيّ صلى الله عليه وسلم الأنصار ليكتب لهم بالبحرين فقالوا لا واللّه حتّى تكتب لإخواننا من قريشٍ بمثلها فقال ذاك لهم ما شاء اللّه على ذلك يقولون له قال فإنّكم سترون بعدي أثرةً فاصبروا حتّى تلقوني على الحوض» .
وأعظم به موقف سعد بن معاذ في غزوة بدر عندما قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : والله لكأنك تريدنا يا رسول الله؟ قال: أجل؛ قال: لعلك يا رسول الله تخشى أن لا تكون الأنصار يريدون مواساتك ولا يرونها حقاً عليهم إلا بأن يروا عدواً في بيوتهم وأولادهم ونسائهم، وإني أقول عن الأنصار وأجيب عنهم: يا رسول الله، فاظعن حيث شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، ثم أعطنا ما شئت، وما أخذته منا أحب إلينا مما تركت، وما ائتمرت من أمر فأمرنا بأمرك فيه تبع، فقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا، على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق، لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غداً، إنا لصبرٌ في الحرب، صدق في اللقاء. لعل الله يريك منا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله. فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد، ونشّطه ذلك؛ ثم قال: سيروا وأبشروا، فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم.
عاشراً: فضل الأنصار
وها هو رسول الله يبين فضل الأنصار إضافة لفضلهم في القرآن الكريم:
فقد أخرج مسلم عن عبد اللّه بن عبد اللّه بن جبرٍ قال سمعت أنسًا قال قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : «آية المنافق بغض الأنصار وآية المؤمن حبّ الأنصار» وفي رواية له أيضاً: «حبّ الأنصار آية الإيمان وبغضهم آية النّفاق»
وله أيضاً عن عديّ بن ثابتٍ قال سمعت البراء يحدّث عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال في الأنصار:«لا يحبّهم إلّا مؤمنٌ ولا يبغضهم إلّا منافقٌ من أحبّهم أحبّه اللّه ومن أبغضهم أبغضه اللّه» .
وأخرج أحمد عن ثابتٍ البنانيّ أنّه سمع أنس بن مالكٍ قال قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : «إنّ الأنصار عيبتي الّتي أويت إليها فاقبلوا من محسنهم واعفوا عن مسيئهم فإنّهم قد أدّوا الّذي عليهم وبقي الّذي لهم» وله أيضاً عن الزّهريّ قال أخبرني عبد اللّه بن كعب بن مالكٍ الأنصاريّ وهو أحد الثّلاثة الّذين تيب عليهم أنّه أخبره بعض أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم خرج يومًا عاصبًا رأسه فقال في خطبته «أمّا بعد يا معشر المهاجرين فإنّكم قد أصبحتم تزيدون وأصبحت الأنصار لا تزيد على هيئتها الّتي هي عليها اليوم وإنّ الأنصار عيبتي الّتي أويت إليها فأكرموا كريمهم وتجاوزوا عن مسيئهم» .
وللبخاري: عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما قال خرج رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في مرضه الّذي مات فيه بملحفةٍ قد عصّب بعصابةٍ دسماء حتّى جلس على المنبر فحمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال: «أمّا بعد فإنّ النّاس يكثرون ويقلّ الأنصار حتّى يكونوا في النّاس بمنزلة الملح في الطّعام فمن ولي منكم شيئًا يضرّ فيه قومًا وينفع فيه آخرين فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم فكان آخر مجلسٍ جلس به النّبيّ صلى الله عليه وسلم »
ولأحمد عن أنسٍ عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:«اللّهمّ اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأزواج الأنصار ولذراريّ الأنصار الأنصار كرشي وعيبتي ولو أنّ النّاس أخذوا شعبًا وأخذت الأنصار شعبًا لأخذت شعب الأنصار ولولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار» .
وله أيضاً عن أبي قتادة يقول سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر: «الأنصار ألا إنّ النّاس دثاري والأنصار شعاري لو سلك النّاس واديًا وسلكت الأنصار شعبةً لاتّبعت شعبة الأنصار ولولا الهجرة لكنت رجلًا من الأنصار فمن ولي من الأنصار فليحسن إلى محسنهم وليتجاوز عن مسيئهم ومن أفزعهم فقد أفزع هذا الّذي بين هاتين وأشار إلى نفسه صلى الله عليه وسلم » .
خاتمة:
هؤلاء هم الأنصار الذي جعل الله حبهم من الإيمان وبغضهم من النفاق، والذين دعا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبنائهم ولأبناء أبنائهم، ولأزواجهم، لما كانوا عليه من الفضل والنصرة والتضحية.
لقد حاورهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في موقف مؤثر بليغ بعد حنين بين فيه فضلهم وحبه لهم أذكره لكم لما فيه من الموعظة والعبرة والتذكر وأختم به هذه الكلمة:
لما أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطى من تلك العطايا، في قريش وفي قبائل العرب، ولم يكن في الأنصار منها شيء، وجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم، حتى كثرت منهم القالة حتى قال قائلهم: لقي والله رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه .
فدخل عليه سعد بن عبادة، فقال: يا رسول الله، إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم، لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، قسمت في قومك، وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب، ولم يكن في هذا الحي من الأنصار منها شيء . قال: فأين أنت من ذلك يا سعد ؟ قال: يا رسول الله، ما أنا إلا من قومي. قال: فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة . قال: فخرج سعد، فجمع الأنصار في تلك الحظيرة . فجاء رجال من المهاجرين فتركهم، فدخلوا، وجاء آخرون فردهم . فلما اجتمعوا له أتاه سعد، فقال: قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار، فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: «يا معشر الأنصار، ما قالة بلغني عنكم، وجدة وجدتموها علي في أنفسكم ؟ ألم آتكم ضلالاً فهداكم الله، وعالة فأغناكم الله، وأعداء فألف الله بين قلوبكم! »قالوا: بلى، الله ورسوله أمن وأفضل. ثم قال: «ألا تجيبونني يا معشر الأنصار؟ » قالوا: بماذا نجيبك يا رسول الله؟ الله ولرسوله المن والفضل.
قال صلى الله عليه وسلم : «أما والله لو شئتم لقلتم، فلصدقتم ولصدقتم: أتيتنا مكذباً فصدقناك، ومخذولاً فنصرناك، وطريداً فآويناك وعائلاً فآسيناك، أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا، ووكلتكم إلى إسلامكم. ألا ترضون يا معشر الأنصار، أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعوا برسول الله إلى رحالكم ؟ فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس شعباً وسلكت الأنصار شعباً، لسلكت شعب الأنصار. اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار» .
فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا رضينا برسول الله قسماً وحظاً ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتفرقوا.
هؤلاء هم الأنصار الذين نصروا الدعوة وحموا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانوا بحق أنصار الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، قيل لأنس بن مالك: أرأيت قول الناس لكم: الأنصار, اسم سماكم الله به أم كنتم تدعون به في الجاهلية؟ قال: بل اسم سمانا الله به في القرآن.
لقد عاش الأنصار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينالوا حكماً ولم يحصلوا على سلطة، فكانت لهم الجنة بحق على نصرتهم، وهم الذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في العقبة إن بايعناك فماذا لنا؟ قال: الجنة، ولم يزد عليها شيئاً من متاع الدنيا.
إننا عندما نتذكر الأنصار ومواقفهم رضي الله عنهم، فإن النفس لتحزن على قلة أنصار هذا الدين، فأين هم القادرون على نصرة دين الله وإقامة الخلافة الراشدة، أين هم الذين باعوا الغالي والنفيس في سبيل أن يدخلوا الجنة.
إن العاملين لإقامة دولة الإسلام ويترسمون عمل الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنهم بحاجة لنصرة أمثال الأنصار رضي الله عنهم لإقامة هذه الدولة، وإن من واجب أي مسلم اليوم أن يكون من هؤلاء الأنصار، فإن لم يكن منهم فإن عليه أن يدل عليهم ويدعوهم لنصرة هذا الدين، فلنبع أنفسنا لله تعالى، وليخلدنا التاريخ كما خلد الأنصار، وليكن نصيبنا من ذلك كله الجنة ليس غير.
انتهى بحمد الله تعالى
-------------------- «خيرُكم من اتعظ بغيره، وشرُكم من كان عظة لغيره»
كاتبه: فضيلة الشيخ أبو الحارث التميمي غفر الله تعالى له | |
|
الاسيــــر عضـو جديد
• عـدد النقـاط • : 99 • عدد المشاركات • : 98 • نقاط التقـييم • : 25 • نقـاط الابداع • : 5 • اللقب الخاص • : عضو بمنتديات SoLo العمر : 40 الجنس : الدولة : الوظيفة : المــزاج :
| موضوع: رد: أين أنصار الإسلام في هذا الزمان؟, الإثنين أبريل 28, 2008 11:06 pm | |
| الــــف شكــــر على النق المتميز للموضوع وفـــى انتظار المزيد ان شــــاء الله | |
|